أزمة الأموال المحتجزة تضغط على شركات الطيران وتجمد 1.2 مليار دولار

almontasher – تتزايد الضغوط المالية على شركات الطيران العالمية مع استمرار أزمة الأموال المحتجزة في عدد من الدول، وسط قيود صارمة على تحويل العملات الأجنبية ونقص حاد في السيولة بالدولار الأميركي.

ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بلغ إجمالي الأموال التي لم تتمكن شركات الطيران من إعادة تحويلها إلى الخارج نحو 1.2 مليار دولار حتى العام 2025، ما يسلّط الضوء على تعقيدات متنامية تواجه قطاع الطيران في الأسواق عالية المخاطر.

وتتكوّن هذه الأموال من إيرادات حققتها شركات الطيران من مبيعات التذاكر، وخدمات الشحن الجوي، وأنشطة تجارية أخرى، جُمعت بالعملات المحلية داخل الدول المعنية، إلا أنها بقيت عالقة بسبب ضوابط الصرف الأجنبي، أو نقص الاحتياطات النقدية، أو إجراءات تنظيمية تحد من التحويلات المالية.

وتؤكد شركات الطيران أن القدرة على تحويل هذه الإيرادات إلى الدولار الأميركي في الوقت المناسب تُعد عنصراً حيوياً للوفاء بالتزامات تشغيلية أساسية، تشمل عقود تأجير الطائرات، وشراء الوقود، وأعمال الصيانة، إلى جانب الرواتب والنفقات العابرة للحدود.

الجزائر أولاً

تكشف بيانات (IATA) عن تركز لافت للأموال المحتجزة في عدد من الدول، تتصدرها الجزائر بقيمة تقارب 307 ملايين دولار، تليها لبنان بنحو 138 مليون دولار، ثم موزمبيق بـ 91 مليون دولار.

كما تضم القائمة دولاً أخرى من بينها أنغولا (81 مليون دولار)، وإريتريا (78 مليون دولار)، وزيمبابوي (67 مليون دولار)، إلى جانب إثيوبيا وباكستان (54 مليون دولار لكل منهما)، وبنغلاديش (32 مليون دولار)، وملاوي (27 مليون دولار).

ويرى محللون في قطاع الطيران أن استمرار احتجاز هذه الأموال لا ينعكس فقط على المراكز المالية لشركات الطيران، بل يهدد كذلك استقرار الربط الجوي والتجاري، إذ قد تضطر بعض الشركات إلى تقليص رحلاتها أو تعليق عملياتها في أسواق معينة، ما يؤثر على حركة السفر والسياحة والتجارة.

وفي محاولة لمواجهة هذه التحديات، يوفّر الاتحاد الدولي للنقل الجوي عبر مركز العملات (IATA Currency Center) منصة معلومات متخصصة تتابع تطورات أوضاع العملات وجهود إعادة تحويل الإيرادات، بهدف تمكين شركات الطيران من إدارة مخاطر الصرف واتخاذ قرارات مالية أكثر كفاءة.

ويؤكد الاتحاد أن القيود المستمرة على تحويل الأموال تشكّل خرقًا للاتفاقيات الدولية والثنائية، داعيًا الحكومات إلى اعتماد حلول تضمن انسيابية التحويلات المالية وحماية استدامة صناعة الطيران العالمية.