“مِن أجل حَفْنَة من الدولارات”

حيّان سليم حيدر

تُذكّرني “إنهيارات لبنان” ألّانهاية لها، ومعها وبسببها، تبادل الإتهامات بالمسؤوليات (من لائحة “إنجازات” المسؤولين إلى لازِمة “ما خلّوني”)، ومعها الإستنتاجات “الأستراتيجية” ومِن ثمّ الإقتراحات “الخلّاقة” وفي النهاية، وهي الأهمّ، ما يُنَفّذ من “علاجات”، وخاصة المالية المصرفية منها وما ينتج عنها من كرور لصفوف الغضب على أبواب الدولار، كلّها باتت تُذكّرني بعناوين أفلام بدايات الممثل الشهير كلينت إيستوود (1) لما فيها من تفوّق على الحلول “الهوليوودية” الفريدة و”المشوِّقة” والتي ذهبت أمثلة لا ندعو إلى الإحتذاء بها (إلّا من منظور نعل الحذاء).

والمقارنة تجدر، وقد باتت صارخة صراخ الملدوع في معيشته، فيما بين مفاعيل التعاميم، المتعاقبة والمتضاربة عمدًا في آن، والمُتَسَبّبة ب”مشاهد” الوقوف على قارعة الدولار، وبين الأفلام التي تسلسلت من أولاها بالعنوان: “مِن أجل حفنة من الدولارات” (2) (وفيه مفاعيل “التعتيم” رقم 151 وتبريراته) ليعقبه فيلم بإسم “مِن أجل بعض الدولارات الإضافية” (3) (من وحي “التهديم” رقم 158 وتفسيراته).

هذا، وبالوقوف على نتائج الزيارات المتكرّرة لكلّ من ماكرون وأزلامه حتى غوتييريش الأممي مرورًا ب”الدول الصديقة” التي، من تصرّفاتها، يجدر بها القول: مع هكذا أصدقاء فَأنتَ لست بحاجة إلى أعداء، وبين بينهم بعض المسؤولين المحلّيين، من حَلّالي (أم هُم خَلّاقي) المشاكل، وقد رأينا من بينهم الحريص والتعيس والخبيث، نعود لنذكّر، مع تخبّط الدولار صعودًا وهبوطًا، بإكتمال سلسلة الأفلام هذه في نهاية تجسّدت بالعنوان الختامي: “الخَيِّر والسَيِّء والبشِع” (4) (وهو وصف قد يصلح ل”التعتير” رقم 161 وتعديلاته).  ونترك للقارىء حرّية توزيع الألقاب، كما يشاء، على كلّ مَن سبق ذكرهم أو مَن سهينا عن ذكره.

ولا يفوتنا التلميح إلى أنّ “البطل” في أفلام هوليوود، الفالت أبدًا من أيّ قواعد ناظمة، دائمًا ما يُناصر المظلوم ويُحارب الظلم، وما أنْبَلَه إذا ما قورِن ب”الشَهِم” الغنيّ عن التقريع عندنا.

“رُوْق يا كلينت” … “رُوْق…”.  عيب علينا يا جماعة، فعلًا عيب !

فالكبير والصغير والمتقاعد، المفيد منهم وما أكثرهم والمتقاعس وما أكسلهم، يا ويحكم: ومعهم “يا  وطن”، هذا المُنادى الذي طالما نعتزّ به وسنبقى، “يا  وطن” الذي يُجَرْجِر خَجَله في صفوف علل الشقا ماشيًا على ذلّ السؤال.  يا سياج الوطن، يا صامد على سياج الجَوْر والهوان !  كلّهم فقدوا حماية كرامة آخر العمر… “مِن أجل حَفْنَة من الدولارات”، حتى بات الوطن بكامله مُسَيّجًا بالعَوَز.  يا حَيْف !

“رُوْق يا كلينت” … “رُوْق…”.  هو صحيح “فيلم أميركي طويل”.

بيروت، في 19 كانون الثاني 2022م.                                                                 حيّان سليم حيدر

__________________________________________________________________

  • Clint Eastwood

  • “For A Fistful of Dollars”

  • “For A Few Dollars More”

  • “The Good, The Bad and The Ugly”

عن mcg

شاهد أيضاً

مسعد بولس من متطوّع إلى منسّق عملاق……(النهار) (العين)

مسعد بولس.. من هو مستشار الشؤون العربية والشرق الأوسط في إدارة ترامب؟ في استذكار مسعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *