كفى ذلّاً … كفى قهراً … كفى موتاً على قيد الحياة!

كفى ذلّاً … كفى قهراً …          

كفى موتاً على قيد الحياة!    

بقلم  : محمد لمع

نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان

     ماذا دهاك يا شعب لبنان؟ من شعب لبنان العظيم، و”نيال من له مرقد عنزة في لبنان”، و”سويسرا الشرق”.. الى طوابير تقف كالأيتام على مآدب اللئام.. تقضي ساعات منتظرة دورها للحصول على البنزين، وتستجدي الدواء والكهرباء!!!

الى ليرة تتآكل يوماً بعد يوم بعد ان كانت الرابعة من حيث قوتها في العالم، وكانت صورتها تعلّق على لوائح أسعار العملات بعد الدولار والجنيه الإسترليني والمارك الألماني  ومراكز  الصيرفة في باريس تشهد على ذلك

اليوم نستجدي البنزين والمازوت والدواء والكهرباء ، وغداً سيأتي دور سلع أخرى قد يكون أولها الماء فنصبح لا ماء ولا كهرباء  ولا دواء … ولا ادري كم من مصائب  ستتبعها، وان نسينا فلن ننسى مئات وربما آلاف المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية التي أقفلت أبوابها وقالت لعمالها الى البطالة درّ ومن بقي في عمله فهو في طريقه الى التخبّط والانهيار

 شعب لبنان العظيم مات! واذا كان البعض مازال حيّاً لكنّ الضحكة فارقته الى الابد، والبسمة عن وجهه اختفت..

الا يتساءل اللبنانيون من اوصلهم الى هذه الحياة؟ الم يدركوا بعد أنّ الذي اوصلهم الى هذا هو من يستميتون في سبيل الدفاع عنه؟!!

امّا القضاء فحدّث ولا حرج.. هل رأيت مذنباً او مرتكب جرائم بحق لبنان اصبح وراء القضبان؟ كلّهم أبرياء لا احد يقترب منهم، بل ان الولاء كل الولاء هو لهم ، دولة بلا حكومة ، سلطة عاجزة ، ثروات واموال منهوبة ومسروقة في المصارف وغير المصارف هدر وسرقات بالملايين في المال العام وما من دالٍّ على سارق ، واذا أشاروا الى واحد أشاروا الى الذيل وتركوا الرأس يسرح ويمرح وعينه مفتوحة كعيون المومسات

     أين فؤاد شهاب؟ أين عادل عسيران ؟ اين صائب سلام ؟ اين سليم الحص ؟ أين كمال جنبلاط ؟ أين ريمون اده ؟ أين خالد شهاب ؟ أين عبدالله اليافي؟ أين رشيد بيضون ، أين كميل شمعون ؟ أين شارل الحلو ؟ أين شارل مالك؟ أين  وأين وأين؟ … أين النزاهة ونظافة الكف عند هؤلاء الرجالات؟؟

     ألم يسمع المسؤولون  واشباه المسؤولين  وهم من صنعوا الكارثة واوصلونا الى ما وصلنا اليه ، ألم يسمعوا انين الناس ووجعهم ؟ ألم يعرفوا ان شباب الوطن ، واغلى الطاقات والاختصاصات باتوا كلّهم مهاجرين في الخارج بالآلاف بعدما ناموا مذلولين على أبواب السفارات يستجدون تأشيرة من هنا وتأشيرة من هناك ؟ الا يعرفون ان مستقبل أطفالنا قد ضاع  واندثر في غياهب النسيان ؟ الم يسمعوا ان كثيرين من المرضى ماتوا على أبواب المستشفيات ؟ ألم يسمعوا ان هناك اطفالاً كثيرين أصابهم الجوع لفقدان حليب تنتهي صلاحيته مخزناً في المستودعات فيرمونه على الطرقات بدل عرضه للبيع في الصيدليات والسوبرماركت بالأسعار المدعومة؟ الا يرون عيون شيوخنا وكهولنا الدامعة التي تعيش ذلّاً فيما تبقّى لهم من حياة؟

     ان شعبك يا وطني مثلك مقهور ويعيش حرقة عليك وعلى احلام ضاعت قبل ان تتحقق!!  لقد احييت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي

كفى ذلاً .. كفى قهراً ، كفى موتأ على قيد الحياة لشعب علّم الابجدية للعالم ، وزرع اسم لبنان على مفارق الدنى حضارة ونماء ، طاف حاملاً ” الكشة ” واصبح يملك الشركات والبنايات وأسهم في النهضة العمرانية لكثير من البلدان  يوم كانت أراض مهجورة وكثباناً  من الرمال ، فاذا بها تتحول الى ناطحات سحاب ، شعب قادته حيويته للوصول الى البرلمانات والحكومات وحتى رئاسة بعض البلدان .

     هذا شعب حي لا يموت ، فلماذا تستعجلون موته وتحكمون عليه بالفناء، والموت البطيء والنوم الطويل ، وقطعتم عنه الهواء وغيبتم عنه الحياة؟!!

     كفى ذلاً.. كفى قهراً، كفى موتاً لاحياء يعيشون امواتاً على قيد الحياة .. واذكروا قول الامام علي كرم الله وجهه :  ” قاتلت الرجال وهززت الجبال ولكن الفقر هزّني ولو كان رجلاً لقتلته  ” وقوله : ” عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه ” ، واذكروا اقوال الشعراء والحكماء في ثورات الفقر والجوع والذل والمرض 

     أيها الأموات تحت الأرض عودوا فإن الاحياء فوق الأرض قد ماتوا .. الموت ليس أكبر مصيبة بالحياة ، المصيبة الأكبر ان نعيش امواتاً ونحن محسوبين على قيد الحياة….

محمد لمع

عن mcg

شاهد أيضاً

الصين تبدأ بناء أكبر سد كهرومائي في العالم على هضبة التبت

رافعة بالقرب من سد محطة الطاقة الكهرومائية «وودونغده» على نهر جينشا بين مقاطعتي يونان وسيتشوان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *