بهدف إلقاء الضوء على النفاذ الرقمي في التعليم العالي، وتعزيز الوعي، وحشد الزخم الجماعي، ووصل المبادرات ذات الصلة، وخلق تأثير متنامي على المستوى الوطني والإقليمي، عقدت قمة “آيبل” للعام الحالي في شهر نيسان الجاري في الجامعة الأميركية في بيروت .(AUB) وجاءت القمة هذه بعد عامين من الحجر الصحي العام والتحدّيات الاجتماعية والاقتصادية.
وكلمة “آيبل” هي اختصار بالانكليزية لشعار “إمكانية الوصول النفاذ في سبيل تجربة تعليمية أكثر جرأة.” و”آيبل” هي مبادرة من مكتب الابتكار والتحول بالتعاون مع إدارة شؤون الطلاب في الجامعة. وتعمل مبادرة “آيبل” على فتح أبواب التعليم العالي للجميع من خلال تطبيق إمكانية الوصول النفاذ الرقمي، بهدف زيادة معدلات استبقاء ونجاح الطلاب ذوي الإعاقة، ودعم استعدادهم للحياة بعد الجامعة من خلال تطوير ونشر إمكانية الوصول إلى موارد تكنولوجيا المعلومات على مستوى الحرم الجامعي. ومبادرة “آيبل” تعالج هذه المسائل على مختلف المستويات ومن زوايا مختلفة بما في ذلك التقنيات المساعدة، والمحتوى التعليمي، والخدمات، والموارد، والسياسات، ومرافق تكنولوجيا المعلومات والمساحات التعلّمية، ومنصّات التعاون، الشمول الرقمي في تقنيات المعلوماتية.
القمة
استمرت القمة يومين وحضرها العديد من الخبراء الدوليين المشهورين من منظمات رائدة في جميع أنحاء العالم، ومنها منتدى الإعاقة الأوروبي، وجمعية التكنولوجيا المساعِدة البريطانية، وكلية أيداهو الشمالية، وجمعية تورونتو للنفاذ الرقمي، وجمعية أوتاوا للنفاذ الرقمي، ومركز مدى، وجمعية دعم للنفاذ الرقمي. وعمل المتحدثون على نقل خبرات الشمول النفاذ الرقمي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (منظومة مينا)، وكذلك بناء قدراته من خلال ورش العمل المتمحمورة حول العناوين العملية. كما تضمن الحدث معرضاً للتكنولوجيا المساعدة عَرَضَ حلولاً لتيسير الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية للمستخدِمين وللمنظمات.
هذا وقد استُهلّت القمّة بخطاب رئيسي ألقاه كبير مسؤولي الابتكار والتحول في الجامعة الأميركية في بيروت يوسف عصفور نيابة عن رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري وقال، “إن مبادرة النفاذ الرقمي لتجربة تعلّمية أكثر جرأة هي قصة نجاح نفتخر بها جميعاً وهي مثال على كيفية تمكّن التبصٌر والتفاني من تحقيق إنجاز مهمّ يليه تغيير إيجابي.”
وأردف عصفور، “إن مبادرة “آيبل” تتّفق تماماً مع موقف الجامعة الأميركية في بيروت حول الحق بالشمول والمساواة في النفاذ، مما يعني حرية بلوغ الفرد لأقصى إمكاناته والحق في الإفادة من الفرص والخيارات المتاحة والآمنة والمفتوحة، والمشاركة الفاعلة في كل جوانب المجتمع. وهذه تشمل الوصول إلى الجودة والتعليم العالي الأفضل، والتوظّف. وتشمل الحق في الوصول إلى الفرص المدنية والترفيهية والسياسية والانخراطية التي نحمل لواءها من خلال مكاتب التيسير والبرامج والمبادرات.”
رئيس مؤسسة فورد دارن ووكر، كان ضيف الشرف في القمّة، وخاطب الحضور في رسالة بالفيديو قال فيها، “الأخبار الجيدة هي أن التطبيقات الرقمية غالبا ما ينظر إليها على أنها توفر الأمل، وتساعد في تعزيز الكفاءة والفعالية في جميع نواحي الحياة. الاقتصادات الرقمية هي محركات النمو وتراكم الثروة على المستويات الفردية والوطنية والعالمية. لكن الأخبار السيئة هي أنه إذا فشلنا في ممارسة اليقظة القُصوى، فستكون الرقمنة مجرّد مجهود إنساني آخر يجعل بعض الخدمات فعالة، وبعض الأشخاص أغنياء، لكنه يترك المجتمعات من دون مساواة، وتعاني من الاستقطاب فيعجز ملايين الأشخاص من تحقيق إمكاناتهم.” وتابع قائلاً، “الرقمنة يجب أن تتعمّد الاهتمام بالشمولية. إن النفاذ الرقمي الشامل في التعليم، وهو موضوع هذه القمة، هو وسيلة للتأكد من أننا لا نؤذي بل نوسّع الخير. إن النفاذ الرقمي الاشتمالي في التعليم يمكن أن يدمج الطلاب ذوي الإعاقة، ويفتح الأبواب للجميع، ولا يُهمل أحداً.”
هذا وقد عُقدت جلسات القمة في مختلف الأُطٌر التعاونية بين المحادثات، ومناقشات الفريق التي تغطي حقوق الإنسان، والتجارب التي عيشت، وقصص النجاح، والممارسات والاتجاهات الرائدة، والرؤى الجديدة. وغطّت ورش العمل حول بناء القدرات الركائز الرئيسية لتنفيذ تيسيير امكانية الوصول مثل الحوكمة والسياسات والأطر التنظيمية والوصول الإلكتروني. ووردت في الجلسة الختامية توصيات المجلس الاستشاري لمبادرة “آيبل” وطرحت خارطة الطريق لتحقيق إمكانية النفاذ الرقمي في التعليم العالي في لبنان. وانتهت القمة بتوزيع جوائز لمسابقات النفاذ الرقمي الأربع والتبرع بالتكنولوجيات المساعدة من “داس سولوشنز“.
وقد تُوّجت القمة بتحيات فنية من جوقة المدرسة اللبنانية للضرير والاصم ومسرحية “النبي” وغنّت داليا فريفر يرافقها طوني جدعون على الكمان.
هذا وتضمّنت ترتيبات تيسير امكانية الوصول للمشاركة في القمة موقع انترت واستمارة التسجيل قابين للنفاذ الرقمي، وترتيبات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبث مباشر، وترجمة بعدة لغات بما فيها ولغة الإشارة الأميركية، ولغة الإشارة الدولية، والتدوين المباشر، والترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وبرنامج مطبوع بطريقة برايل، وخدمات مرافقة للمشاركين الذين طلبوا المساعدة في مكان وجودهم. وأتيحت للحضور أيضا الفرصة لإظهار البطاقات المرمّزة بالألوان للمشاركة الشاملة مع المتحدّثين للإشارة إلى أنهم يفهمون ما يقال، يتفقون مع ما يقال، يطلبون أن يبطئ المتحدث سرعة كلامه، أو لا يفهمون ما يقوله المتحدث وبحاجة إلى مزيد من التفسير.
وفي محاولة لضمان استمرار نشر المعرفة والنفاذ للجميع، سيتم لاحقا توفير مداخلات القمة للجمهور على الصفحة الالكترونية لمبادرة “آيبل“.