السياحة هذا الصيف : توقع قدوم 450 ألف لبناني من الخليج و 200 ألف من افريقيا يحملون النقد النادر

كتب جوزف فرح

ما ان ذكر الكثيرون ان اللبنانيين المنتشرين في العالم قرر بعضهم تمضية فصل الصيف في بلاد الاباء والاجداد لانتشاله من القعر الذي وضعه السياسيون فيه حتى انهالت الازمات من كل صوب وحدب: العتمة قادمة او في احسن الاحوال تقنين قاس تطبقه مؤسسة الكهرباء واصحاب المولدات الخاصة، طوابير الذل امام محطات المحروقات، فقدان الادوية الخ… كأنه هناك مخطط لتهشيل هؤلاء اللبنانيين عن وطنهم وانقاذه.

وفي هذا الصدد يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر :

اننا نعتقد بأهمية الدور السياحي في لبنان فهو قاطره أساسية للاقتصاد. ونحن نبرهن بشكل دائم على ذلك إذ أن السياحه هي القاطرة الأولى والجاذبه الأساسية للنقد النادر الى البلد. اننا نجري حاليا مقارنه مع الواقع في العام 2020 حيث كان الوباء في عز انتشاره وكان يمنع دخول اكثر من 2000 شخص الى مطار بيروت كما كانت المقاهي والمطاعم اي المؤسسات السياحيه مقفله حتى انه في عز الموسم تم الإقفال لمدة اسبوعين بشكل كامل . اما اليوم فقد خف انتشار الوباء وفتحت المؤسسات السياحيه ابوابها وتزايدت أعداد الوفدين الى لبنان مما اسهم في تحسن الوضع بشكل عام… ان اغلب القادمين الى لبنان من الأجانب هم من فئة رجال الأعمال ضمن وفود رسميه واجتماعيه وجمعيات njo وهذه جميعا مموله وعلى تواصل مع الخارج . وعليهم القدوم عدة مرات والإطلاع عن كثب على نشاطات هذه الجمعيات وذلك لمواكبة المشاكل الحاصلة مع الوكيل اللبناني. ان أغلبية هؤلاء الزائرين يقيمون في بيروت مما يسهم بارتفاع نسبة الاشغال في بيروت. لكن يوجد 2000 غرفة مقفله في بيروت إذ حسب إحصاء البنك الدولي يوجد 153 فندقا قد أصيب كليا أو جزئيا في بيروت بفعل انفجار المرفأ في 4 اب الى جانب ان شركات التأمين لم تدفع بعد الأضرار لكي يتم إعادة بناء المؤسسات وتأهيلها. إذا هذه الغرف المقفلة سمحت لعدد يماثلها من الغرف ان يعمل ويسجل نسبة زيادة في الاشغال لكن هذا لا يعني أن نسبة السياح قد زادت واسهمت بارتفاع نسبة الاشغال انما الحقيقة هي انها لم ترتفع فلو عادت الفنادق المقفله اليوم للعمل فإن نسبة الاشغال لن تتعدى 40%. لدينا حوالى 450 الف لبناني يعملون في الخليج وهم على تواصل دائم مع لبنان كذلك يوجد 250 الف لبناني في افريقيا والمميز فيهم انهم يأتون بالنقد النادر أي الدولار وهم يصرفونه في بلدهم الذي اضحى اليوم أرخص بلد في العالم. من جهة اخرى يوجد عدد كبير في لبنان من الطبقه الوسطى الذين لديهم مدخرات محتجزه في البنوك وهؤلاء كانوا يسافرون سابقا للسياحة في الخارج وبفعل الواقع الذي اضحوا عليه تحولوا للسياحة الداخليه في الويك أند. نحن نوفر الكثير من العروض المميزة في هذا الشأن. وقد تبين انه لا يوجد بنية تحتية سياحية فندقية في كل المناطق التي تفضل الناس التوجه اليها وهذا خلق امامنا منافس هو قطاع «rbmb» أي تأجير غرفه في بيت. في الأعوام الأخيره نشطت حركة بيوت الضيافة إذ تبين حب الناس للذهاب الى المناطق النائية التي لا يوجد فيها فنادق مما أسهم بخلق بيوت الضيافة التي انتشرت في كل المناطق.

اذا كانت هذه البيوت في المناطق القريبة من بيروت فهي تشكل منافسة لنا . اما في المناطق النائية البعيده عن بيروت فهي تتنافس مع بعضها لكن مجموع هذه البيوت لا يشكل حجم فندقين في بيروت. ان البيت الكبير منها لا يضم اكثر من عشر غرف. لقد ساعد وجود هذه البيوت في انعاش السياحه في المناطق وقد اكتشفنا بالنتيجه وجود مناطق خلابه في لبنان مثل الضنيه القبيات جزين البقاع الشمالي لا سيما نهر العاصي والممارسة الرياضية فيه. انطلاقا من هذا الواقع بدأت هذه السياحه بالتوسع وكذلك بيوت الضيافه التي انتشرت بشكل كبير وقد اعطت مردودا جيدا وقد توسع الاستثمار فيها بالتالي لذا أعتقد بأن المصيبة الواقعه في لبنان لن يستطيع انقاذنا منها إلا السياحة والصناعه إذ ان الإنتاج اللبناني بات رخيصا وقد ازداد الطلب عليه بفعل ذلك حتى أن بعض المؤسسات الصناعيه في الخارج بدأت تقصد لبنان وتطلب التصنيع فيه وهذا يعني أن لدينا قدرات وامكانيات جيدة لكن المشكلة هي في السياسة التي خربت لبنان. ان مصيبتنا كبيرة وقد ادى تدهور العملة اللبنانية الى جذب اللبناني المقيم في الخارج وجذب السائح الاجنبي. في الواقع ان السياحة هي رافد مهم للاقتصاد اللبناني ونحن قادرون على جلب 9 مليار بفعل السياحة لكن المشكلة هي في الوضع السياسي المتأزم المرتبط بالإرهاب والسلاح المنتشر والتخوف من انفلات امني كما اعلن وزير الداخليه في الفترة الأخيرة مع إمكانية الاغتيالات والتفجيرات وهذه الأمور التي تتردد في الآونة الأخيرة لا تطمئن السائح ولا تدفعه للقدوم الى لبنان .عندما نقوم بجهد كبير لتسويق السياحة مثلا نجد جريدة الواشنطن بوست تتحدث عن الإرهاب في لبنان وحزب الله الإرهابي حسب قولها يسيطر على لبنان مما يدفع الكثير من الناس للعدول عن القدوم الى لبنان.

لكن الاشقر يعتقد رغم ذلك ان اللبنانيين المنتشرين سينقذون السياحة. لكن اذا وضعنا ارقامنا بتصرف الخبراء نجد اننا لا نربح مالا لأنه عندما وافقت الوزارة على اسعارنا كان الدولار يساوي 12000 ليرة وبعد يومين تجاوز 15000 ليرة والمشكلة ان اغلب مصاريفنا هي بالدولار.

وبالعربي الدارج «مناكل الضرب «ولبنان كله ايضا بياكل الضرب لا نحن فقط. يوجد مشاكل كثيرة تعاكسنا مثل انقطاع التيار الكهربائي واختلاف مدة الانقطاع وانعكاس كلفة ذلك علينا. ايضا الإقبال على المطاعم قد انخفض بسبب مشكلة الشح اما بالنسبة إلى القطاع المطعمي، فلفت إلى أن «عدد المطاعم وصل إلى 8500 مطعم قبل بدء ثورة تشرين، إنما أقفل هذا العام 900 مطعم، ومع تراجع القدرة على الاستمرارية انخفض العدد إلى 4000»، وقال: والمستفيد من غياب نصف المطاعم هو المناطق النائية التي أصبحت الوجهة السياحية الجديدة والمفتوحة ما بين البحر والجبل، وتحديداً جبيل والبترون. وهاتان المدينتان لا تملكان البنى التحتية الفندقية ما دفع بالناس إلى استئجار «شاليهات» ومنازل… في أحيائهما.

وفي السياق، لفت إلى أن اللبنانيين أصبحوا يتوجّهون إلى مناطق نائية لم يكونوا يقصدونها من قبل، وبحسب خريطة «بيوت الضيافة» هناك المئات منها منتشرة في كل لبنان على امتداد البقاع والجنوب والشمال والشوف… على رغم عدد غرفها المحدودة «لكن البَحصة تَسند خابية».

وماذا بالنسبة للبنانيين الاميركيين او الاوستراليين يقول الاشقر ؛

مهما كان عدد هؤلاء فهو ليس بالكثافه الكبرى نسبة للأعداد القادمه من الخليج.

مواضيع قد تهمك

 

عن mcg

شاهد أيضاً

رصيف صحافة اليوم الجمعة 11 تشرين الاول 2024

  مجازرالصهيوني “القذر””نتن ياهو” في كل مكان في غزة وفي لبنان حتى العاصمة متواصلة الى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *