بقلم: محمد لمع نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان
ورد النعي ففزعت الى الامل في تكذيبه، مات ايلي معلوف، مات الدكتور الهادئ الوديع، الباسم، الصديق، المحبّ، رحل وقلبه على الوطن، لا ادري اذا كان على صواب في رحيله عن هذا العالم البائس، الحزين ، عالم الدمار والذل، والسرقة والجشع …
ايلي معلوف حمل خمس بطيخات للدولة في آن واحد : كان مفوّضاً للحكومة في مصرف لبنان، مديراً عامّاً لوزارة المالية بالوكالة، رئيساً لليانصيب الوطني، مديراً عامّاً لتعاونية موظفي الدولة، عضواً في المجلس المركزي لمصرف لبنان .
نُهى تجرّعت كأس الحزن باكراً، وميشال ماذا يقول وخطب فقدك في جوارحه استبد؟ وبات ضائعاً يبحث عنك بين الذكريات. اما غِنى فهي مشتاقة للرؤيا للعطف، للحنان، للقلب الكبير، وللحبّ الكبير .
أما احباؤك واصدقاؤك فقد اصبح كلٌّ منهم ضائعاً في اثر ضائع، يفتقدونك فلا يجدونك.
اما سمعت نداء نهى : انا الزوجة الحزينة
اما سمعت نداء ميشال : يا ابي لماذا تركتني؟
اما سمعت نداء غنى : يا حبيبي الى اين؟
ماذا أقول لك أيها الغائب الحبيب، وماذا اكتب وانا أرى الحروف تتمايل امامي حزينة على فراقك وغيابك بعد عذاب طويل .
فإلى متى الظلم يا قدر؟والى متى الصمت يا وتر؟ والى متى الغياب يا بشر؟
لقد كنت أيها الحبيب في قلب كل أخ واخت، وكل رفيقة.. ورفيق اكبر صديق
اخوانك ورفاقك فوق ينتظرونك، وبسمة اللقاء عريضة على وجوههم.. فوق انتظار وهنا احتضار أتراها معاهدة الموت مع الحياة، احتاجوك فوق فاحتضرت هنا …
لقد رحلت عنا بصمت، بعد رحلة عذاب طويل.
لم نودّعك، لم تقل لنا وداعاً، سنفتقدك في كل لحظة، وستبقى ذكراك خالدة في نفوسنا وقلوبنا، وابتسامتك ترافقنا أينما حللنا. انت بعيد عنا بجسدك، اما حبّك الصامت فسيبقى رفيقاً لنا كما كنت انت الرفيق.
أبو ميشال، لقد تركت في نفوسنا غصّة الموت، وفي ارواحنا شعلة لا تنطفئ ولا تختفي.
أيها الغائب الكبير، لك حبّنا كلّه حيّاً، ولك حبّنا كلّه غائباً وراحلاً عنّا، فانت في قلوبنا باقٍ بقاء الحياة، ونحن لن ننساك لأننا نحياك.
الله اعطى ، والله اخذ … وداعاً أبو ميشال .. ومن ترك وراءه مثل نهى وميشال وغنى لا يموت .