اللواء ابراهيم في حوار مع جريدة الشرق القطرية وصفه رئيس تحريرها  بالجريء:

قطر مستعدة لتزويد لبنان بالغاز لحل مشكلة الكهرباء

مساعدات قطر للجيش اللبناني تشمل جميع الأجهزة الأمنية

تعاونت مع قطر في إنجاز وساطات ناجحة في ملفات معقدة

زيارة وزير الخارجية المرتقبة هدفها مساعدة لبنان في الخروج من أزماته

ستبقى الدوحة ملاذنا كلما عصفت بنا الملمات والشدائد

اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني شخصية استثنائية على الساحة اللبنانية فهو رجل المهمات الصعبة والوساطات الانسانية وصندوق الأسرار، قريب جدا من الناس ولكنه قليل الظهور في الإعلام ويعرف متى يقترب من الأضواء ومتى يبتعد.

يكاد اللواء عباس ابراهيم ينفرد بالجمع بين الدور الأمني والسياسي، فهو يقوم بما لم يقم به نظراؤه من قادة الأجهزة الامنية، فقد نجح في ادارة أهم جهاز امني في لبنان، مثلما برع بدور الوسيط والمفاوض السياسي سواء في الملفات الداخلية او الملفات الاقليمية.

يمتاز اللواء إبراهيم بعلاقات واسعة من لبنان الى الدول العربية والخليجية ومنها الى اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. فيما تكتسب علاقاته بالمسؤولين القطريين خصوصية تجعل علاقته بالدوحة تقوم على المحبة والصداقة والثقة المتبادلة.

خلال زيارته الأخيرة الى الدوحة فتح قلبه لصحيفة الشرق، وتحدث بكثير من الصراحة وكشف من الاسرار ما لم يسبق له ان باح به، حيث تحدث لأول مرة عن دور قطر في تحرير مخطوفين لبنانيين في سوريا وعن مشاركته في الوساطات وكشف وقائع لقضايا شغلت الرأي العام، وهذا نص الحوار:

  نص الحوار

صادق محمد العماري بجري الحوار

◄  في خلال زيارتك الى الدوحة التقيتم بوزير الدولة لشؤون الطاقة وجرى الحديث عن تعاون بين البلدين هل تطلعنا على نتائج الاجتماع ؟

► التقيت أنا ووزير الدولة لشؤون الطاقة سعادة السيد سعد بن شريدة الكعبي، وأجرينا محادثات حول التعاون في مجال الغاز والنفط وتزويد لبنان بالغاز. نحن الآن بصدد استيراد الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن فسوريا، وبالطبع الكميات التي سنستوردها من مصر لن تكفي الحاجة اللبنانية لتوليد الكهرباء، وجرى نقاش لهذا الملف، ولمسنا رغبة وإرادة قطرية لمساعدة لبنان في هذا الملف، وأبلغنا الوزير الكعبي انه مستعد أن يضع خبرته الشخصية بتصرف لبنان وقدم لنا نصائح بالغة الأهمية وكان الاجتماع ناجحا ومثمرا.

الغاز القطري

◄  هل سيتم تزويد لبنان بالغاز القطري؟

► نعم هذا ما جرى التطرق اليه، وفي حال احتجنا للغاز القطري الإخوة في قطر مستعدون لتزويد لبنان بالكميات اللازمة لتغطية احتياجاته. لكن يبقى هناك تفاصيل تجري متابعتها ومنها موضوع التمويل. لكن من حيث المبدأ توجيهات سمو الأمير واضحة وصريحة وهي مساعدة لبنان بكل شيء تستطيع قطر ان تساعد به. واعتقد اننا سنحصل على المساعدات القطرية التي نحتاجها.

◄  هذا يندرج ضمن المعالجات المطروحة لحل مشكلة الكهرباء؟

هذا صحيح؛ لأن موضوع الكهرباء في لبنان يتصدر الاهتمام.

توجيهات أميرية بدعم لبنان

◄  هل هذا الملف يأتي استكمالا لمحادثات سمو الأمير مع الرئيس اللبناني؟

► توجيهات سمو الأمير كانت واضحة لجهة دعم لبنان واستعداده للمساعدة والاستثمار انما توجد بعض الخطوات التي يجب على السلطات اللبنانية القيام بها لتصبح الأمور أكثر سهولة وأكثر شفافية. لكن قطر مستعدة بالمطلق لمساعدة لبنان.

◄  هل تطرقت المحادثات الى الوساطة القطرية؟

► لم نتناول موضوع الوساطة، نحن تحدثنا عن الجانب الاقتصادي بشكل موسع، وتطرقنا الى العلاقات العربية العربية وضرورة تفعيل هذه العلاقات واعادتها الى مجراها الطبيعي بين كل الدول وليس فقط بين لبنان والدول الشقيقة في الخليج، ولكن بين كل الدول العربية، الوضع العربي بحاجة الى ترميم شامل لاستعادة العلاقات الطبيعية بين الجميع.

التنسيق الأمني

◄  هل تطلعنا على المزيد من تفاصيل المحادثات التي جرت في الدوحة؟

► بخلاف موضوع الغاز تطرقنا الى موضوعات اقتصادية وأمنية، كما تحدثنا عن التنسيق الأمني القائم بين لبنان وقطر، وجرى الحديث عن توجه قطر لمساعدة الجيش اللبناني تحديدا في هذه الظروف، وسنلمس قريبا هذه المساعدات التي ستشمل ايضا جميع الاجهزة الامنية.

زيارة وزير الخارجية

◄  هل تبلورت معالم الوساطة الجديدة بخصوص الأزمة الدبلوماسية مع بعض دول الخليج؟

► هناك زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الى لبنان لكن الزيارة ليست محصورة بالازمة مع الدول الخليجية انما هي زيارة استطلاعية لمساعدة لبنان في الخروج من ازماته. اما بخصوص الازمة مع بعض الدول الخليجية فهي مسألة وقت فالخلافات بين الاخوة والاشقاء قائمة وتحصل ويمكن تسويتها وهي حتما ليست دائمة. ونحن بشكل دائم نعول على الجهود القطرية ونثق بقدرة قطر على مساعدة لبنان.

◄  يقال انك مخزن الاسرار في لبنان؟

►  لدي تحفظ على قيام بعض وسائل الإعلام بتسريب خبر اللقاء مع وزير الدولة لشؤون الطاقة في الاعلام اللبناني.من وجهة نظري الشعب اللبناني تعب من الوعود ومجرد ان يسمع الناس كلمات مثل: “سنعمل.. ونعدكم” يصابون بخيبة. ولذلك اتكتم على الاشياء التى سوف تحصل وافضل الكشف عن الاشياء على ارض الواقع.

قصة الوقود العراقي

◄  كنت قد نجحت بجلب الوقود من العراق ما هي تفاصيل هذه القضية؟

►  تجمعني علاقة صداقة مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ ان كان على رأس الجهاز الامني في العراق حيث كان لدينا تنسيق عالي المستوى، وعندما أصبح رئيسا لوزراء العراق اتصلت به وهنأته فوجه لي دعوة لزيارة العراق، وخلال غداء عمل في منزله سألني كيف بإمكاني ان اخدم لبنان من خلالك استنادا الى العلاقة القائمة. فطلبت منه نفطا خاما لإنتاج الكهرباء في لبنان فوعدني بكمية 500 الف طن سنويا، وهي مساعدة شبه مجانية. وفي زيارتي الثانية طلبت منه رفع الكمية الى مليون طن فاستمهلني لكي يتأكد من الطاقة الانتاجية للعراق وقدرتها على التصدير لأن معظم الانتاج العراقي مبيع مسبقا، وقال يجب التنسيق مع أوبك للسماح لنا برفع الانتاج. وبالفعل حصل على الموافقات وابلغني بالموافقة على تزويد لبنان بكمية مليون طن سنويا. ثم قمنا بزيارة رسمية انا ووزير النفط اللبناني السابق ريمون غجر ووقعنا الاتفاقية بين لبنان والعراق. ودار نقاش حول كيفية تسديد قيمة النفط العراقي ثم اتفقنا ان يكتب في العقد هذا النفط يعطى الى لبنان مقابل خدمات ومقابل استيراد بضائع لبنانية ومهما استورد العراق من البضائع لن تصل الى قيمة مليون طن من النفط ولذلك تعتبر الكمية شبه هبة. ثم بدأ الاعلام يطرح تساؤلات ويحاول التشكيك ولماذا وكيف تمت هذه الصفقة بجهود اللواء ابراهيم!.

العلاقات مع قطر

◄  تتكرر زياراتكم الى الدوحة فما هو مستوى علاقاتكم مع قطر؟

►  تجمعنا مع الدوحة علاقات طيبة جدا واكثر من ممتازة على جميع المستويات وخصوصا مع سمو الأمير الذي أكن له المودة والتقدير والاحترام. ويجمعني تاريخ حافل من الوساطات المشتركة مع الأخوة القطريين وكثير من الملفات المعقدة تمكنا من حلها. بدءا من ملف اعزاز الى راهبات معلولة وغيرها الكثير من الملفات.

إنجاز ملف اعزاز

◄  هل لكم ان تطلعنا على تفاصيل احدى الوساطات المشتركة؟

►  اذكر في قضية اعزاز ان مجموعة من اللبنانيين كانوا في زيارة للعراق وفي طريق عودتهم الى لبنان براً تم اختطافهم في منطقة اعزاز في شمال سوريا في عام 2013، وجاءني اهل المختطفين يطالبونني بالتدخل لحل هذه القضية، وبدأت بالتواصل مع الأجهزة الأمنية القطرية وزرت الدوحة وحصلنا على توجيهات عليا ببذل الجهود المطلوبة لإنهاء هذه القضية، وبموجب ذلك انتقلنا انا ووزير الخارجية آنذاك خالد العطية ومسؤول أمني قطري الى اسطنبول وأقمنا هناك لترتيب الاتصالات اللازمة، وقد تكللت جهود الوساطة القطرية بالنجاح. وانتقلت بعدها الى الدوحة لمقابلة سمو الأمير وأعربت له عن الشكر والتقدير لدعمه في انجاح الوساطة، ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقة مع المسؤولين القطريين، وانطلقت مسيرة الملفات المشتركة والوساطات الناجحة ومنها ملف راهبات معلولة، وغيرها الكثير من الملفات التي يعود الفضل في حلها الى الدعم القطري.

جوازات السفر اللبنانية

◄  بالعودة الى الملفات اللبنانية هناك قضية النقص في جوازات السفر فما هي حقيقة الأمر؟

►  لدينا امكانية لاعطاء جوازات سفر لكل الشعب اللبناني، لكن ما حصل في الفترة الأخيرة أن كثيرا من المغتربين اللبنانين يعودون الى لبنان خلال الصيف. ويقومون باستبدال جوازات سفرهم القديمة بجوازات سفر حديثة “بايومترك” خصوصا وان هذا الجواز لا يجدد خارج لبنان إلا عن طريق الحقيبة الدبلوماسية. ونحن قدرتنا على طباعة جواز السفر بالحد الاقصى 3000 جواز يوميا، بينما ارتفع عدد المتقدمين للحصول على جواز سفر يوميا الى 8 آلاف جواز، وبذلك اصبح لدينا تراكم عجز بما يقارب 5 آلاف جواز سفر يوميا ليس لدينا قدرة على انجازها، هذا الأمر احدث صدمة وظن البعض انه لم يعد هناك جوازات سفر وان الكمية ستنفد مما ضاعف الطلب، اضافة الى ان البعض الاخر اعتقد أن رسوم جواز السفر سيتم رفعها نتيجة انهيار اسعار الليرة. وفي المقابل هناك حقائق صادمة وهي ان 60% من الذين تقدموا بطلبات جواز سفر لم يستلموها وهناك حوالي 6 آلاف جواز سفر منجز وموجود في خزائن الأمن العام ولم يستلمها اصحابها، وهذا يدل ان الأمر كله لا يتعدى اطار الهواجس والمخاوف من نفاد جوازات السفر او ارتفاع رسومها وهذا غير صحيح.

ولكل اصحاب الهواجس أعلن عبر جريدة الشرق اننا قمنا بإلزام الجهة المختصة لطباعة مليون جواز سفر وهي قيد الطباعة الآن وسوف تكون الكمية جاهزة في غضون شهرين علما ان لدينا الآن كميات كافية لتلبية الاحتياجات اللبنانية من جوازات السفر.

عن mcg

شاهد أيضاً

الفن الجريح من بيروت الى طرابلس”، بالتعاون مع “بنك بيمو” وبلدية طرابلس

نقر الصورة لتكبيرها رأى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن “التحدي الحضاري الأكبر يكمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *