التقرير الأسبوعي لبنك عوده

  قفزات مطردة في سعر صرف الدولار في السوق السوداء

وسط تحذيرات صندوق النقد واستنزاف احتياطيات المركزي

في ظلّ الانطلاقة الدستورية للاستحقاق الرئاسي ومع غياب أي خرق إيجابي في دوامة التحركات المتصلة بالتأليف الحكومي، ورغم تمديد مفاعيل تعميم مصرف لبنان رقم 161 حتى نهاية أيلول الجاري، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تقلبات في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بينما سلكت أسعار الأسهم وسندات اليوروبوندز مسلكاً تراجعياً، وفق التقرير الأسبوعي ل#بنك عوده.

في التفاصيل، قفز سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى حدود 35500 ل.ل.-35600 ل.ل. يوم الجمعة قبل أن يعود فيتراجع إلى 34500 ل.ل.-34600 ل.ل. وهو يقارن مع 32100 ل.ل.-32000 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. ويأتي هذا الصعود في سعر صرف الدولار في ظل ضبابية المناخ السياسي الداخلي، وتعسّر المسار الإصلاحي، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والنزيف المستمر في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي، حيث لم يفلح استمرار ضخ الدولار عبر منصة “صيرفة” وتمديد العمل بمفاعيل تعميم مصرف لبنان رقم 161 واستمرار تدفق الدولار الاغترابي في لجم تدهور سعر صرف الليرة.

توازياً، واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية هبوطها الحرّ لتبلغ 6.0-6.63 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة، في ظل المسار الشاق أمام استكمال الإصلاحات المالية والاقتصادية الملحة والمطالب بها من قبل صندوق النقد الدولي. وفي ما يخص سوق الأسهم، واصل مؤشر الأسعار في بورصة بيروت هبوطه بنسبة 8.0% في ظل استمرار عمليات جني الأرباح على أسهم سوليدير، في حين زادت أحجام التداول بنسبة 63% أسبوعياً.

الأسواق

في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة في حدود 8% في سوق النقد هذا الأسبوع. توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 18 آب 2022 تقلصاً كبيراً في الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 1245 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل رئيسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 838 مليار ليرة وسط انخفاض في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 808 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 30 مليار ليرة، بينما تقلصت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 408 مليار ليرة (أي ما يعادل 270 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). إلا أن الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتسعت بقيمة 279 مليار ليرة أسبوعياً، وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 544 مليار ليرة وزيادة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 981 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 1 أيلول 2022 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 25 آب 2022 اكتتابات بنحو 1070 مليار ليرة، كانت من حصة مصرف لبنان بالكامل وتوزعت كالتالي: 70 مليار ليرة في فئة الستة أشهر و1000 مليار ليرة في فئة السنتين، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 249 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 821 مليار ليرة.

في سوق القطع: على الرغم من تمديد العمل بتعميم مصرف لبنان 161 والتدابير الاستثنائية التي تسمح للمصارف بشراء الدولار النقدي من المصارف على سعر منصةSayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها حتى نهاية أيلول 2022، ورغم استمرار تدفق الدولار الاغترابي، سجّل سعر صرف الدولار قفزة قياسية جديدة في السوق السوداء هذا الأسبوع حيث بلغ 35500 ل.ل.-35600 ل.ل. يوم الجمعة قبل أن يتراجع إلى 34500 ل.ل.-34600 ل.ل. وهو يقارن مع 32000 ل.ل.-32100 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق.

ويأتي هذا التدهور في سعر صرف الليرة في ظل المسار الشاق أمام لبنان لاستكمال الإصلاحات المالية والاقتصادية والنقدية المطلوبة من صندوق النقد الدولي وفي ظل الانكماش المستمر في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي إذ أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 31 آب 2022 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي سجلت تراجعت بقيمة 396 مليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر لتبلغ 14.7 مليار دولار في نهاية آب، ما أدى إلى تراكم تقلصات بقيمة 3.1 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022 جراء مفاعيل التعميم رقم 161.

ولدى استثناء محفظة مصرف لبنان لسندات اليوروبوندز والمقدرة بنحو 5 مليار دولار والتسهيلات الممنوحة للمصارف بالعملات، تنخفض الاحتياطيات السائلة لمصرف لبنان من النقد الأجنبي إلى ما دون 10 مليار دولار حتى نهاية آب 2022.

من ناحية أخرى، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصةSayrafa تراوح بين 27200 ل.ل. 27400 ل.ل. بين 29 آب و2 أيلول 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

في سوق الأسهم: ظلت بورصة بيروت تشهد هذا الأسبوع عمليات جني للأرباح على أسهم “سوليدير”، ما انعكس انخفاضاً في مؤشر الأسعار نسبته 8.0% بالمقارنة مع إقفال الأسبوع السابق. في التفاصيل، هبطت أسعار أسهم سوليدير “أ” و”ب” بنسبة 13.7% و15.3% على التوالي لتقفل على 49.26 دولار و47.52 دولار على التوالي.

وفي ما يخص الأسهم المصرفية، تراجعت أسعار إيصالات إيداع “بنك عوده” بنسبة 4.7% إلى 1.41 دولار. وهبطت أسعار أسهم “بنك بيبلوس العادية” بنسبة 5.9% إلى 0.64 دولار. واستقرت أسعار أسهم “بنك عوده العادية” على 1.50 دولار. وبقيت أسعار إيصالات إيداع “بنك لبنان والمهجر” ثابتة على 2.50 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، قفزت أسعر “هولسيم لبنان” بنسبة 6.9% إلى 31.0 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت بنسبة 62.8% أسبوعياً لتبلغ زهاء 8.8 مليون دولار، علماً أن أسهم “سوليدير” استحوذت على الغالبية العظمى من النشاط (98.8%).

سوق سندات اليوروبوندز: واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية هبوطها الحرّ إلى مستويات دنيا تراوحت بين 6.0 و6.63 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 6.88 و7.50 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، في ظل تأزم المناخ السياسي الداخلي ووسط مخاوف من انغماس البلاد في شغور رئاسي يفاقم الفراغ الحكومي، وبعد أن صرّح صندوق النقد الدولي بأن قانون السرية المصرفية الخاص المعدّل لا يزال تشوبه “أوجه قصور أساسية”، وحث المسؤولين على إجراء جولة جديدة من التغييرات في خطواتهم الأولى نحو إصلاح القطاع المالي، علماً أنّ تعديل قانون السرية المصرفية يندرج ضمن المتطلبات التسعة لصندوق النقد الدولي من أجل حصول لبنان على الدعم الدولي المرجوّ.

على المستوى التراكمي، تكون السندات السيادية قد سجلت تقلصات في الأسعار بنحو 3.50 دولار إلى 4.13 دولار منذ بداية العام 2022.

عن mcg

شاهد أيضاً

ترقبوه في حزيران المقبل.. هذا ما نتوقعه من مؤتمر أبل

من المقر ان ينعقد  المؤتمر السنوي الخامس والثلاثون للمطورين العالميين في الفترة الممتدة ما بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *